تحكي الرواية عم ميلاد الاسطى،الاخ الوحيد واربع اخوات،اب خباز والام ربة منزل، في الرابعة من عمره يلعب مع اخته التي كبره بعام واحد،وفي عمر الخامسة يبدأ بمجالسة اخواته وامه،في الثامنة يساعد ابيه في ( الكوشة)، او المخبز يتعلم اعداد الخبز وتحضيره من ابيه في عمر الخامسة عشر،يتوفى ابيه في عمر الثامنة عشر،بعد اصابته بمرض خبيث في الرئة.يتزوج من احدى بنات العائلات زينب التي تعمل في مؤوسة اغلب افرادها واصدقائها من الرجال،فيما ينشغل هو في الاعمال المنزلية،حيث من الصباح يهيء ملابس زوجته كي وترتيب ثم يعد عجينة الخبز يدخلها الفرن،يوقظ زينب ليعد ابريق الشاي،يفتح الرادية باحثا عن صوت فيروز،يفتح النوافذ ليدخل الهواء النقي،يهيء لها الفطور بعد ذلك يوصلها للعمل،ويجوب الشوارع او يعود للمنزل ويهتم بمزواعاته.
كانت ( الكوشة) التي يعمل فيها ابيه معروفة في الاربعينات والخمسينات بان لديها زبائن طليان وانكليز ومالطيين،وكان يعد فيها جده ارغفة افرنجية( باميت)، وكانت هناك تقنيات مختلفة لكل نوع خبر ،التوست،وخبز مداس الايطالي،ورغائف صقلية بالسمسم وبريوش.
كان يتذكر كلام ابيه دائما،اربع مكونات ( دقيق،ماء،خميرة،قليل من الملح) يصنع بها العجائب من اشكال واطعمة متباينة المذاق والشكل،كان يعلمه ان المكون الاساسي الاخر هو الحب،والهواء الذي يلامس الطحين والعجين ويعتبر ه يتنفس ويتحرك لانه مليء بالمشاعر قد يغضب فيفسدخبزك،وقد ينمو جيدا او قد يبدو مشلولا.
عنفه والده ذات مرة وصفعه صفعة لاتنسى بعد ان علم ان تصرفات ومعلوماته اصبحت اكثر من اخواته البنات،صاح به واراده ان يسترجل وان يعتني بأخواته كحارس او اب،هنا ادرك ( ميلاد) خطأ العفوية والاسترسال بالحديث له عواقب لاترجى،شد عليه والده ليحضر كل يوم الى الكوشة ويتعلم اصناف جديدة من المخبوزات،لكنه دائما مايسمع سخرية الاخرين منه بس قيامه باعمال النساء وتبادل الادوار مع زوجته التي اصبحت اكثر تحررا في لبسها وعملها وعدم قيامها باعمال المنزل حيث اتكلت عليه فيها،المجتمع من حوله قسم ادوار كل جنس على حدا الرجل له سطوته التي يفرضها بعيدا عن الميوعة والدلال،صوت وسلوك وتصرف،ذات مرة علم ان احدى اخواته تلقت رسالة من احد الاولاد ضربها وارتعشت يده وشعر بالحزن وتذكر كلام المدام عن تعرض نساء بلده للعنف على يد اخوتهن او ازواجهن،وتعرض نساء ليبيا الى الضرب والاغتصاب والعاهات المستديمة بفعل الذكورية الشائعة.
كان له عم يدعى محمد وهو داهية واستغلالي حيث استحوذ على الكوشة وطرد العمال القدماء ثم اخذ يستغني عن عمل ميلاد،اما ابنه العبسي فلايقل شرا وذكاء عن ابيه وكان يستغل ميلاد في اعمال النساء.
دخل ( ميلاد)،العسكرية وكان مثار السخرية بسب عدم القدرة على التحمل والصبر في احدى ساحات التدريب تحت يد ضابط عرف بقسوته ووحشيته سقط ارضا ونقل للمشفى،حاول الهرب عدة مرات وحين عجز عن ذلك حاول الانتحار،كان يفشل في اعمال القوة التي يفلح بها الرجال مما يجعله اضحوكة.
كانت تصله اخبار من ابن عمه،ان زوجته تخونه مع مديرها وانها تجالسه في السيارة الخاصة به،عاد الى البيت ووبخها وصفعها،اخبره العبسي ان الناس يرونك ديوثا لاغيرة عندك.انت رب العائلة لكن اين سلطتك!! لاحقه التفكير بكلماته،هرب من التفكير بالعجن والخبز،لكن تردد على مسامعه مجددا،ذلك الحديث الذي جعله حزينا ولايعرف كيف يلملم ذاته ويجد نفسه،وطرح على نفسه اسئلة عن عادات البلاد وعن النزالات التي خاضها في حياته،وتبدل طبيعته الرجولية الى انثوية،تدفق الالم الى روحه فهو مسالم ويحترم المرأة في حين مجتمعه قاسي ويعامل النساء بشدة واهمال وتقليل شأن.
يستمر الكاتب بسرد تفاصيل تخص لقاءه وعلاقته ب زوجته زينب وكيف انها كانت تحمل فكرا متحررا بفعل تربيتها ،حملت بجنين لكن لم يرى النور،لكن بقيت له غرفته الصغيرة،استمرت الاحاديث بعلاقة زينب بمديرها،من جانب اخر توفت والدته وساد الحزن في منزل العائلة،اضطربت علاقته باخواته ثم انقطعت تماما،اقام علاقة مع سيدة تعرفها زوجته في الوقت الذي تأكد من علاقة زوجته بمديرها،عاد بيته وخلع حزامه واخذ بضربها وهي تزيد من اهانته وتثير غضبه حتى حمل موسا كان يستعمله في تشطيب العجين ذبحها من رقبتها سال الدم منها وفاضت روحها.
استخدم الكاتب ( محمد النعاس)،في روايته البكر التي حصل فيها على البوكر بجدارة لعام ٢٠٢٢، عدد قليل من الشخوص هم الابطال الرئيسين البطل ميلاد وزوجته زينب ووالده المعلم الاول والعبسي محور الشر مع ابيه،اما اخواته كان الحديث عنهم مبسط وغير طويل،استعان باللغة البسيطة المفهومة واستعان بالامثال الليبية الدارجة،القضية التي طرحها هي فكرة الذكورية وتغلبها في المجتمع،وفكرة الجندر وادان القوالب الجاهزة النمطية التي تحصر وظائف كل من المراة والرجل في اطر محددة اذا تخطاها احدهم الحد الذي سطر له.
استعان برمزية الخبز دلالة على طبقات المجتمع الغني والمحتل والفقير،تغلب اطباع المحتل من ناحية اقتصادية واجتماعية وتغير مفاهيم البشر بفعل الاحتلال الايطالي والانكليزي،طرح رغبة الفرد بالتحرر من قيود مجتمعه،معاناة المرأة العربية وتعرضها للعنف المجتمعي وتقليل الشأن،وتعنيف المجتمع للذكور الذين يحترمون المرأة ويساندونها،وكيف يطعن رجولتهم وشرفهم.عمد المؤلف الى التنقلات الزمنية بين الماضي وذكرياته والحاضر واوجاعه ،بشيء من الاسهاب والسرد المطول مدعوما بتفاصيل لمشاهد جنسية فيها جرأة وقوة في البناء
كانت ( الكوشة) التي يعمل فيها ابيه معروفة في الاربعينات والخمسينات بان لديها زبائن طليان وانكليز ومالطيين،وكان يعد فيها جده ارغفة افرنجية( باميت)، وكانت هناك تقنيات مختلفة لكل نوع خبر ،التوست،وخبز مداس الايطالي،ورغائف صقلية بالسمسم وبريوش.
كان يتذكر كلام ابيه دائما،اربع مكونات ( دقيق،ماء،خميرة،قليل من الملح) يصنع بها العجائب من اشكال واطعمة متباينة المذاق والشكل،كان يعلمه ان المكون الاساسي الاخر هو الحب،والهواء الذي يلامس الطحين والعجين ويعتبر ه يتنفس ويتحرك لانه مليء بالمشاعر قد يغضب فيفسدخبزك،وقد ينمو جيدا او قد يبدو مشلولا.
عنفه والده ذات مرة وصفعه صفعة لاتنسى بعد ان علم ان تصرفات ومعلوماته اصبحت اكثر من اخواته البنات،صاح به واراده ان يسترجل وان يعتني بأخواته كحارس او اب،هنا ادرك ( ميلاد) خطأ العفوية والاسترسال بالحديث له عواقب لاترجى،شد عليه والده ليحضر كل يوم الى الكوشة ويتعلم اصناف جديدة من المخبوزات،لكنه دائما مايسمع سخرية الاخرين منه بس قيامه باعمال النساء وتبادل الادوار مع زوجته التي اصبحت اكثر تحررا في لبسها وعملها وعدم قيامها باعمال المنزل حيث اتكلت عليه فيها،المجتمع من حوله قسم ادوار كل جنس على حدا الرجل له سطوته التي يفرضها بعيدا عن الميوعة والدلال،صوت وسلوك وتصرف،ذات مرة علم ان احدى اخواته تلقت رسالة من احد الاولاد ضربها وارتعشت يده وشعر بالحزن وتذكر كلام المدام عن تعرض نساء بلده للعنف على يد اخوتهن او ازواجهن،وتعرض نساء ليبيا الى الضرب والاغتصاب والعاهات المستديمة بفعل الذكورية الشائعة.
كان له عم يدعى محمد وهو داهية واستغلالي حيث استحوذ على الكوشة وطرد العمال القدماء ثم اخذ يستغني عن عمل ميلاد،اما ابنه العبسي فلايقل شرا وذكاء عن ابيه وكان يستغل ميلاد في اعمال النساء.
دخل ( ميلاد)،العسكرية وكان مثار السخرية بسب عدم القدرة على التحمل والصبر في احدى ساحات التدريب تحت يد ضابط عرف بقسوته ووحشيته سقط ارضا ونقل للمشفى،حاول الهرب عدة مرات وحين عجز عن ذلك حاول الانتحار،كان يفشل في اعمال القوة التي يفلح بها الرجال مما يجعله اضحوكة.
كانت تصله اخبار من ابن عمه،ان زوجته تخونه مع مديرها وانها تجالسه في السيارة الخاصة به،عاد الى البيت ووبخها وصفعها،اخبره العبسي ان الناس يرونك ديوثا لاغيرة عندك.انت رب العائلة لكن اين سلطتك!! لاحقه التفكير بكلماته،هرب من التفكير بالعجن والخبز،لكن تردد على مسامعه مجددا،ذلك الحديث الذي جعله حزينا ولايعرف كيف يلملم ذاته ويجد نفسه،وطرح على نفسه اسئلة عن عادات البلاد وعن النزالات التي خاضها في حياته،وتبدل طبيعته الرجولية الى انثوية،تدفق الالم الى روحه فهو مسالم ويحترم المرأة في حين مجتمعه قاسي ويعامل النساء بشدة واهمال وتقليل شأن.
يستمر الكاتب بسرد تفاصيل تخص لقاءه وعلاقته ب زوجته زينب وكيف انها كانت تحمل فكرا متحررا بفعل تربيتها ،حملت بجنين لكن لم يرى النور،لكن بقيت له غرفته الصغيرة،استمرت الاحاديث بعلاقة زينب بمديرها،من جانب اخر توفت والدته وساد الحزن في منزل العائلة،اضطربت علاقته باخواته ثم انقطعت تماما،اقام علاقة مع سيدة تعرفها زوجته في الوقت الذي تأكد من علاقة زوجته بمديرها،عاد بيته وخلع حزامه واخذ بضربها وهي تزيد من اهانته وتثير غضبه حتى حمل موسا كان يستعمله في تشطيب العجين ذبحها من رقبتها سال الدم منها وفاضت روحها.
استخدم الكاتب ( محمد النعاس)،في روايته البكر التي حصل فيها على البوكر بجدارة لعام ٢٠٢٢، عدد قليل من الشخوص هم الابطال الرئيسين البطل ميلاد وزوجته زينب ووالده المعلم الاول والعبسي محور الشر مع ابيه،اما اخواته كان الحديث عنهم مبسط وغير طويل،استعان باللغة البسيطة المفهومة واستعان بالامثال الليبية الدارجة،القضية التي طرحها هي فكرة الذكورية وتغلبها في المجتمع،وفكرة الجندر وادان القوالب الجاهزة النمطية التي تحصر وظائف كل من المراة والرجل في اطر محددة اذا تخطاها احدهم الحد الذي سطر له.
استعان برمزية الخبز دلالة على طبقات المجتمع الغني والمحتل والفقير،تغلب اطباع المحتل من ناحية اقتصادية واجتماعية وتغير مفاهيم البشر بفعل الاحتلال الايطالي والانكليزي،طرح رغبة الفرد بالتحرر من قيود مجتمعه،معاناة المرأة العربية وتعرضها للعنف المجتمعي وتقليل الشأن،وتعنيف المجتمع للذكور الذين يحترمون المرأة ويساندونها،وكيف يطعن رجولتهم وشرفهم.عمد المؤلف الى التنقلات الزمنية بين الماضي وذكرياته والحاضر واوجاعه ،بشيء من الاسهاب والسرد المطول مدعوما بتفاصيل لمشاهد جنسية فيها جرأة وقوة في البناء
0 تعليقات