شروق لطفي
أيا ذكرياتَ الطفولة السعيدة
رجاءا ً كفى عن أن تلاحقينى
تجرى امامى كشريطٍ طويل ٍ
يعدو فى مخيلتى فتتعبينى
دعينى أعيش حاضرى وأتوقف
عن تذكرك كى لا ترهقينى
أهفو اليك ِ واشتياقى اليك ِ
يزيد من ألمى فيشتد أنينى
أمس كنت أعيش بين أعطافك
هانئا ً وها قد رحلت وتركتينى
مستحيل ٌ لعهد الصبا يوما
ترجعينى ولا فيه تتركينى
فما تذكرك إلا يلهب صبابتى
فيزداد اشتياقى اليك ِ وحنينى
يا كنزا ً طوى تحت رمال السنينِ
لكنه حوى در َ الكنز ِ الثمين ِ
أعيش ُ داخل أسوارك مأسورا ً
فحلى رباط َ ذياك َ السجين ِ
دعينى أعيش حاضرى وأبحث
بدلا من تذكرك بشيئ ٍ يُلهينى
فتذكرك كالعسل المر ولكن
هل بنفس تلك الحلاوة تؤلمينى؟!!
فمهما ذهبت محفورة ٌ بداخلى
فإلى أين الفرار منك ِ صارحينى
أهفو اليك ِ كواحةٍ خضراءٍ فيها
الصفو َ فما كنت ِ يوما تجهدينى
فى بستانك الرحب كنا نلهو تحت
أفنانه ِ لنسمع شدو َ عنادل البساتينِ
هل تحملنا هما ً ولا قد رأينا شرا ً
ولا قابلنا أناسا ً تفوق شر َ الشياطين ِ
هل قلقنا هل ندمنا هل تمنينا سوى
الحلوى نبتاعها من أحب ِ الدكاكين ِ
وحلم العيد يطوف فى مخيلتنا
بزهوه ِ يوم ارتداء أحلى الفساتين ِ
من عاش طفولةً سعيدة ً فقد ادخر
سعادة ً يقتات ُ منها عبر السنين ِ
فيا ذكرياتى سيظل عمرى كله
لا يساوى يوما ً من صفوك ِ صدقينى
0 تعليقات