د. شاكر كريم
قبل ايام التقيت بأحد الاصدقاء ، فوجدته متألما ، ويجر اذيال الاسف والحسرة ، ولدى استفساري منه عن اسباب هذا التشاؤم، أجابني : ماذا تريدني ان اقول: يا لغبائي .. يا لخجلي من نفسي .. كيف لم أر ، لهذا الحد أعماني غروري بالأخرين ؟؟، والتشبث بذوي القربى .!!ولدى استفساري عن ما جرى له، اخبرني بانه ذهب الى احد معارفه ، مسؤولا في الحكومة لقضاء حاجة بسيطة له ، وهوقادر على انجازها هاتفيا ولاتكلفه شيء، وعندما طلب منه موظف الاستعلامات اسمه وصلته بهذا المسؤول، وبعد انتظار طال اكثر من ساعة، عاد موظف الاستعلامات ليخبره بأن "الاستاذ" في اجتماع هام ولايمكن مواجهته حاليا ، وبدوره اخبر موظف الاستعلامات بانه سيذهب لإنجاز بعض الاشغال وسيعود اليه بعد ساعتين.
وفعلا عاد مرة اخرى، ولكن موظف الاستعلامات اخبره بان "الاستاذ "غادر الدائرة ولن يعود ، في حين انه شاهد سيارة " الاستاذ" الخاصة واقفه، وسائقه الذي هومن أقربائه، يقوم بمسح ابوابها امام باب الاستعلامات !!،في حين كان هذا المسؤول يتمنى ان يملك( حمار ابتر) اجلكم الله. و لا زال الكلام لهذا الصديق يقول: ان هذا المسؤول كان لايغادرنا في البيت ولا في دائرتنا قبل الاحتلال ، فتراه يوميا يأتي لإنجاز عمل له او لمعارفه هنا وهناك، وكنا نستقبله افضل استقبال، ونرحب به اجمل ترحيب ، فقلت له لا تنبهـر عينك من كثرة هؤلاء وتألبهم على القربى، ولا تخش من تصرفاتهم، ومناصبهم، وظهورهم، فإن تعاليهم مهما عظم فهو ضعيف.!. فما اكثرهم اليوم سواء من معارفك او معارفنا اومعارف ألأخرين، الذين اصابهم عمى الوظيفة والجاه واصبحوا مجرد ( فزاعة , خيال المآته , خراعة خضرة) (لا يهشون ولا ينشون) تخيف بعض الاغبياء ، من الطيور او العصافير او الغربان، وترى عليهم شوارب اشبه " بباكة برسيم" بينما هم لا يستطيعون اخافة اي مخلوق بقدر خوفهم على انفسهم ومناصبهم، وكما قال الحجي راضي( أيه يا لعابة الصبر..انتي صبر وآني صبر .. وجم دوب كلبي يصطبر ). هذا المغرور لا يستطيع أن يعيش أو يتجانس إلاّ مع ضعاف النفوس من امثاله من المهزوزين المهزومين .
من الصفات البشعة التي تحدث تغيرات كبيرة في حياة الانسان ، عندما يكون مغرورا متكبرا، وهذه الصفات تجعل الناس تبتعد عنه وتستنكره ، لان الحكمة تقول :"ما تِكَبَر إلا الزبالة، و ما يرتفع إلا الدخان". هذا المغرور في منصبه السياسي او الوظيفي الذي جاءه بالصدفة، يرى الناس وحتى اقرب المقربين اليه انهم ادنى منه، ويظن أنه على صواب دائما والاخرين متخلفون جهلة لايفقهون شيئا. هذا المغرور يعتقد في نفسه، انه المهم وأن البقية يدورون حوله يبحثون عن رضاه يحتاجونه في موقف يوما ما، بهذه التصرفات القبيحة ، وبهذا التعالي والغرور ، التي ليس من شيم الرجال ولامن الاسلام في شيئ، سيجد نفسه وحيدا مكروها.
هذا ( المرض)الغرور، يأتي عندما يمتلك هذا المسؤول اوالموظف الثقة الزائدة في النفس، اوقد يبالغ في الكبرياء، فينقلب عليه هذا التكبر والتعالي ، وعندها يعيش تعيسا ذليلا، لان الغرور هو مفسدة اخلاقية، من المفاسد التي يبتلى بها المؤمن ، وهذه الحالة المرضية ، تصيب الانسان الذي يشعر بالتفوق على الاخرين، والاعتداد بما يملك من سلطة ، اوموقع اجتماعي، او مستوى علمي ، اومال اوجاه، وهذه من اخطر الامراض الاجتماعية ، التي تصيب هكذا نوع من البشر، وتقودهم الى المهالك، قال تعالى في كتابه الكريم" إن الانسان ليطغى إن رآه استغنى "سورة العلق.
وغالبا ما يشعر هكذا انسان بالنقص ، ليفعل ذلك بهدف ان يكمل نقصه، ليجد من يتحدث معه او الانتباه اليه ، وبالتالي مثل هذه الثقة الزائدة في النفس ، ستدفع الاخرين بالانعزال عنه، وقد تدفعه الى التنكر للحق ، حيث جاء في محكم كتابه الكريم "سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق". وكما قال امير المؤمنين الامام علي ابن ابي طالب عليه السلام " عجبت لابن آدم يتكبر وأوله نطفة وآخره جيفة".
لهذا نقول لهؤلاء الجيف المغرورين، بالسلطة او المنصب او بالمال او الجاه ، تذكروا قدرة الله، واتقوا الله عز وجل في حياتكم ، ليكون لكم مكان خير في الاخرة.. (يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ . إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ) (الشعراء:88ـ89) ...
والتاريخ زاخر بالاعداد من هؤلاء الذين اصيبوا بالغرور فخذ مثلا فرعون وصل به الحال الى ان قال: "انا ربكم الاعلى فاعبدون" نتيجة سطوة الحكم ونتيجة القدرة الهائلة البشرية والمادية التي كان يمتلكها الى ان غضب الخالق عليه بعد ان لم يرى ويعترف به بل نافسه على السلطة في الكون لكن ما النتيجة غير ان البحر ابتلعه في رمشة عين وهو يعيش اوهام الطغيان وجبروته ناسيا قدرات الطبيعة المكتنزة وناسيا القدرة الالهية الجبارة التي هي فوق كل شئ واقوى من كل شئ.
ثم من العصر الحديث مثالا اخر وهو ادولف هتلر الزعيم الالماني الذي وصلت به حالة الغرور بعدم الاكتفاء حتى بأوربا موحدة بل اندفع نحو شرقها ونحو جنوبها للسيطرة على اسيا وكذلك افريقيا ونتيجة ماذا ؟اليس قدراته البشرية والمادية وشخصيته القوية الممزوجة بالحنكة السياسية والجرأة الهائلة على اتخاذ القرار .لكن هل كانت كل قراراته صائبة وهل كانت بمجملها ممكنة التنفيذ ام الغرور اصابه بنوع من التهور حتى دفعه خارج ما يجب ان يتوقف عنده من حروب ومن نجاحات اخذا بنظر الاعتبار ليس فقط امكانية تحقيق تلك الاهداف بل كيفية المحافظة عليها.من هنا لبس رداءا اكبر منه فتعثر به ومن ثم سقط في الهاوية والى الابد.لكن بالمقابل اليس هتلر كان زعيما المانيا وطنيا من الطراز الاول والفريد؟لكنه راح ضحية غرور القوة وغرور السلطة وغرور الامكانات الهائلة التي لم يحافظ عليها بالتوقف عند الممكن من النجاح والممكنة المحافظة عليه لينتهي هتلر وتنتهي المانيا الكبرى الى دولة مقزمة ومقسمة بين اعدائها التقليديين الى ان توحدت في 12كانون الاول 1990 فهل يتعظ اشباه الرجال الذين يتكبرون ويتعالون على الناس وعلى معارفهم اصحاب الفضل عليهم سابقا وساس "الناسَ أشباهُ الرجالِ”..
وفعلا عاد مرة اخرى، ولكن موظف الاستعلامات اخبره بان "الاستاذ "غادر الدائرة ولن يعود ، في حين انه شاهد سيارة " الاستاذ" الخاصة واقفه، وسائقه الذي هومن أقربائه، يقوم بمسح ابوابها امام باب الاستعلامات !!،في حين كان هذا المسؤول يتمنى ان يملك( حمار ابتر) اجلكم الله. و لا زال الكلام لهذا الصديق يقول: ان هذا المسؤول كان لايغادرنا في البيت ولا في دائرتنا قبل الاحتلال ، فتراه يوميا يأتي لإنجاز عمل له او لمعارفه هنا وهناك، وكنا نستقبله افضل استقبال، ونرحب به اجمل ترحيب ، فقلت له لا تنبهـر عينك من كثرة هؤلاء وتألبهم على القربى، ولا تخش من تصرفاتهم، ومناصبهم، وظهورهم، فإن تعاليهم مهما عظم فهو ضعيف.!. فما اكثرهم اليوم سواء من معارفك او معارفنا اومعارف ألأخرين، الذين اصابهم عمى الوظيفة والجاه واصبحوا مجرد ( فزاعة , خيال المآته , خراعة خضرة) (لا يهشون ولا ينشون) تخيف بعض الاغبياء ، من الطيور او العصافير او الغربان، وترى عليهم شوارب اشبه " بباكة برسيم" بينما هم لا يستطيعون اخافة اي مخلوق بقدر خوفهم على انفسهم ومناصبهم، وكما قال الحجي راضي( أيه يا لعابة الصبر..انتي صبر وآني صبر .. وجم دوب كلبي يصطبر ). هذا المغرور لا يستطيع أن يعيش أو يتجانس إلاّ مع ضعاف النفوس من امثاله من المهزوزين المهزومين .
من الصفات البشعة التي تحدث تغيرات كبيرة في حياة الانسان ، عندما يكون مغرورا متكبرا، وهذه الصفات تجعل الناس تبتعد عنه وتستنكره ، لان الحكمة تقول :"ما تِكَبَر إلا الزبالة، و ما يرتفع إلا الدخان". هذا المغرور في منصبه السياسي او الوظيفي الذي جاءه بالصدفة، يرى الناس وحتى اقرب المقربين اليه انهم ادنى منه، ويظن أنه على صواب دائما والاخرين متخلفون جهلة لايفقهون شيئا. هذا المغرور يعتقد في نفسه، انه المهم وأن البقية يدورون حوله يبحثون عن رضاه يحتاجونه في موقف يوما ما، بهذه التصرفات القبيحة ، وبهذا التعالي والغرور ، التي ليس من شيم الرجال ولامن الاسلام في شيئ، سيجد نفسه وحيدا مكروها.
هذا ( المرض)الغرور، يأتي عندما يمتلك هذا المسؤول اوالموظف الثقة الزائدة في النفس، اوقد يبالغ في الكبرياء، فينقلب عليه هذا التكبر والتعالي ، وعندها يعيش تعيسا ذليلا، لان الغرور هو مفسدة اخلاقية، من المفاسد التي يبتلى بها المؤمن ، وهذه الحالة المرضية ، تصيب الانسان الذي يشعر بالتفوق على الاخرين، والاعتداد بما يملك من سلطة ، اوموقع اجتماعي، او مستوى علمي ، اومال اوجاه، وهذه من اخطر الامراض الاجتماعية ، التي تصيب هكذا نوع من البشر، وتقودهم الى المهالك، قال تعالى في كتابه الكريم" إن الانسان ليطغى إن رآه استغنى "سورة العلق.
وغالبا ما يشعر هكذا انسان بالنقص ، ليفعل ذلك بهدف ان يكمل نقصه، ليجد من يتحدث معه او الانتباه اليه ، وبالتالي مثل هذه الثقة الزائدة في النفس ، ستدفع الاخرين بالانعزال عنه، وقد تدفعه الى التنكر للحق ، حيث جاء في محكم كتابه الكريم "سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق". وكما قال امير المؤمنين الامام علي ابن ابي طالب عليه السلام " عجبت لابن آدم يتكبر وأوله نطفة وآخره جيفة".
لهذا نقول لهؤلاء الجيف المغرورين، بالسلطة او المنصب او بالمال او الجاه ، تذكروا قدرة الله، واتقوا الله عز وجل في حياتكم ، ليكون لكم مكان خير في الاخرة.. (يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ . إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ) (الشعراء:88ـ89) ...
والتاريخ زاخر بالاعداد من هؤلاء الذين اصيبوا بالغرور فخذ مثلا فرعون وصل به الحال الى ان قال: "انا ربكم الاعلى فاعبدون" نتيجة سطوة الحكم ونتيجة القدرة الهائلة البشرية والمادية التي كان يمتلكها الى ان غضب الخالق عليه بعد ان لم يرى ويعترف به بل نافسه على السلطة في الكون لكن ما النتيجة غير ان البحر ابتلعه في رمشة عين وهو يعيش اوهام الطغيان وجبروته ناسيا قدرات الطبيعة المكتنزة وناسيا القدرة الالهية الجبارة التي هي فوق كل شئ واقوى من كل شئ.
ثم من العصر الحديث مثالا اخر وهو ادولف هتلر الزعيم الالماني الذي وصلت به حالة الغرور بعدم الاكتفاء حتى بأوربا موحدة بل اندفع نحو شرقها ونحو جنوبها للسيطرة على اسيا وكذلك افريقيا ونتيجة ماذا ؟اليس قدراته البشرية والمادية وشخصيته القوية الممزوجة بالحنكة السياسية والجرأة الهائلة على اتخاذ القرار .لكن هل كانت كل قراراته صائبة وهل كانت بمجملها ممكنة التنفيذ ام الغرور اصابه بنوع من التهور حتى دفعه خارج ما يجب ان يتوقف عنده من حروب ومن نجاحات اخذا بنظر الاعتبار ليس فقط امكانية تحقيق تلك الاهداف بل كيفية المحافظة عليها.من هنا لبس رداءا اكبر منه فتعثر به ومن ثم سقط في الهاوية والى الابد.لكن بالمقابل اليس هتلر كان زعيما المانيا وطنيا من الطراز الاول والفريد؟لكنه راح ضحية غرور القوة وغرور السلطة وغرور الامكانات الهائلة التي لم يحافظ عليها بالتوقف عند الممكن من النجاح والممكنة المحافظة عليه لينتهي هتلر وتنتهي المانيا الكبرى الى دولة مقزمة ومقسمة بين اعدائها التقليديين الى ان توحدت في 12كانون الاول 1990 فهل يتعظ اشباه الرجال الذين يتكبرون ويتعالون على الناس وعلى معارفهم اصحاب الفضل عليهم سابقا وساس "الناسَ أشباهُ الرجالِ”..
0 تعليقات