تطبيق النظرية النسوية على أغنية "إني خيرتكِ فاختاري" لكاظم الساهر

مشاهدات

 



احمد مدحي



تعد أغنية "إني خيرتكِ فاختاري" لكاظم الساهر من أشهر أغانيه التي تحمل بصمة الشاعر نزار قباني. لتطبيق النظرية النسوية على هذه الأغنية، نحتاج إلى تحليل الكلمات والسياق الذي تضع فيه المرأة، وكيف يعكس أو يتحدى الأدوار الجندرية التقليدية.

تبدأ الأغنية بموقف الراوي الذي يخير المرأة بين خيارات متناقضة للحب: "إني خيرتكِ فاختاري ما بين الموت على صدري أو فوق دفاتر أشعاري." هنا، تظهر المرأة ككائن سلبي لا حول لها ولا قوة، عليها أن تختار بين حب شديد أو حياة بدون هذا الحب.

 هذه الصورة تعزز الأدوار الجندرية التقليدية حيث الرجل هو(superior) والمرأة هي (inferior).مع تقدم الأغنية، يستمر الراوي في تقديم نفسه كمحور حياة المرأة، قائلاً: "اختاري الحب أو اللاحب، فجبن ألا تختاري." هذه العبارات تضع المرأة في موقف يتعين عليها أن تختار فيه بين الاستسلام لسلطة الرجل العاطفية أو رفضها والخضوع للعار الاجتماعي المتعلق بالرفض. هذه الديناميكية تعكس تصورات اجتماعية قديمة حيث كانت المرأة تُعاقب على اتخاذ قراراتها المستقلة.لكن في المقابل، يمكننا أيضاً رؤية أن هذه الأغنية تعبر عن تعقيدات الحب والعلاقات بطرق يمكن أن تفتح نقاشات نسوية هامة. المرأة في الأغنية ليست فقط كائنًا سلبيًا، بل يُطلب منها أن تتخذ قرارًا، مما يمنحها نوعًا من القوة والسلطة على حياتها العاطفية.

من خلال النظرية النسوية، يمكننا أن نرى كيف يمكن لهذه الأغنية أن تكون مرآة للتحديات التي تواجه النساء في اتخاذ قراراتهن ضمن أطر اجتماعية تقليدية. الأغنية تعكس أيضًا الضغط الذي يمكن أن تمارسه العلاقات الرومانسية على المرأة، حيث يتم تضخيم دور الرجل كفاعل أساسي وحاسم.

ختامًا، يمكننا القول إن أغنية "إني خيرتكِ فاختاري" تقدم لنا فرصة لتفكيك الأدوار الجندرية وتأمل كيفية تأثير الثقافة الشعبية على تصورات الحب والسلطة بين الجنسين. التحليل النسوي هنا يساهم في فهم أعمق للعلاقات المعقدة ويساعد في تحديد المجالات التي لا تزال بحاجة إلى تحديات وتغيير.



إرسال تعليق

0 تعليقات